06 Nov
06Nov

في عالم الاستثمار والتداول عبر الإنترنت، يتعرض الكثير من الأفراد في الخليج العربي لعمليات احتيال محكمة تقوم بها شركات وهمية تدّعي الخبرة في التداول وتحقيق الأرباح السريعة. 

ومن بين هذه الشركات التي تنشط في المنطقة وتستهدف العملاء الخليجيين بشكل خاص هي "أمانة تريد" (Amana Trade). 

في هذا المقال، سنسلط الضوء على الأساليب الاحتيالية التي تتبعها هذه الشركة، مع عرض شهادات حقيقية من عملاء خليجيين، وكيف كانت تجربتهم مع الشركة وما تكبدوه من خسائر مالية ونفسية.

من هي شركة أمانة تريد Amana Trade؟

شركة "أمانة تريد" (Amana Trade) تدعي أنها منصة تداول إلكترونية عريقة، تقدم خدمات متعددة لتداول الأصول المالية المختلفة، من ضمنها العملات الرقمية والأجنبية، بالإضافة إلى الذهب والطاقة والمعادن. 

كما تزعم أنها توفر دورات تدريبية شاملة للمستثمرين الجدد بمجرد فتح حساب تداول على منصتها.

تروج "أمانة تريد" لأرباح سريعة وعالية لعملائها، وتدعي أنها تقدم أحدث الأدوات التكنولوجية الضرورية لتحقيق النجاح في التداول. 

وتشير الشركة إلى خبرتها الطويلة في أسواق المال، مما يجعلها -حسب ادعائها- الخيار الأفضل للمستثمرين.

تدعي الشركة أيضًا حصولها على تراخيص رقابية دولية دون تحديد الجهات المانحة لهذه التراخيص، كما تؤكد التزامها بإجراء عمليات الوساطة المالية وفقًا للمعايير الرقابية العالمية.

 وتزعم أنها تعتمد تقنيات تشفير متقدمة لحماية بيانات المتداولين، لكنها لم تقدم أي تفاصيل حول هذه التقنيات.في جانب آخر، تزعم "أمانة تريد" أنها توفر خيارات تداول مرنة وموثوقة، وتستعرض تقييمات إيجابية للعملاء كدليل على رضاهم، دون توضيح لطبيعة عمليات التداول وآلية الربح.

 وتروج أيضًا لحصولها على جوائز وتكريمات من جهات رسمية مختلفة، لكنها لم تكشف عن أسماء تلك الجهات بشكل واضح.


أساليب الاحتيال المستخدمة من قبل أمانة تريد Amana Trade

تعتمد شركة "أمانة تريد" على عدة أساليب احتيالية لخداع العملاء، وفيما يلي أبرز هذه الأساليب:

ترويج الأرباح السريعة والمضمونة: تركز الشركة في حملاتها الإعلانية على الوعود الزائفة بالأرباح الكبيرة والسريعة، حيث تروج لفكرة أن التداول يمكن أن يحقق ثروات هائلة في فترة زمنية قصيرة، مما يجذب العملاء الطامحين للثراء السريع.

استهداف العملاء الخليجيين بإعلانات مغرية: تستغل الشركة إعلانات موجهة باللغة الخليجية، وتستخدم مصطلحات شعبية بين الخليجيين، لتظهر وكأنها شركة محلية موثوقة.

استخدام منصة تداول زائفة: تقدم الشركة منصة تداول تبدو متقدمة وسهلة الاستخدام، ولكن في الواقع، هي مجرد واجهة إلكترونية لا تنفذ أي صفقات حقيقية. يعرضون بيانات حسابات زائفة تظهر أرباحًا وهمية لاستدراج المزيد من الاستثمارات من العملاء.

التلاعب بالتواصل والدعم: بمجرد أن يبدأ العميل في التفكير في سحب أمواله، تبدأ الشركة بوضع العراقيل أمامه؛ مثل تعطيل الحساب، أو المطالبة برسوم غير مبررة، أو تقديم مبررات وهمية حول "السياسات المالية".

تجنب منح العملاء مستندات قانونية: لا تقدم "أمانة تريد" أي عقود قانونية أو مستندات تثبت علاقتها بالعميل، مما يجعل من الصعب تتبع أموالهم أو مقاضاة الشركة لاحقًا.

شهادات حقيقية من عملاء خليجيين حول تجربتهم مع أمانة تريد Amana Trade 


الشهادة الأولى: "محمد" من السعودية

 "تعرفت على شركة أمانة تريد عن طريق إعلان كان يتكلم بلهجة خليجية ويوعد بربح سريع وأرقام أرباح مبالغ فيها. سجلت بياناتي وتواصل معي شخص يتكلم بلهجة محلية، وحسيت بثقة أولية. بعدها حطيت مبلغ بسيط كاستثمار أولي، ولاحظت إن الحساب يظهر أرباح بشكل سريع. لما طلبت أزيد المبلغ، بدوا يتواصلون معي بكثافة ويطلبون تحويلات. بعد ما حولت مبلغ كبير، حاولت أسحب جزء، لكن فجأة بدؤوا بتقديم أعذار وطلبات رسوم إضافية، وطلعت الشركة وهمية." 

الشهادة الثانية: "سارة" من الإمارات

 "أمانة تريد كانت تقدم عروض مغرية على الربح من العملات الرقمية، وهذا شدني للتسجيل. من أول تجربة لي معاهم، حسيت بالأمان، لكن لما شفت إنه الأرباح خيالية بدأت أشك. حاولت أسحب أرباحي وفجأة الحساب ما صار يفتح، اتصلت وما حد يرد، والبريد الإلكتروني ما يستقبل رسائلي. اكتشفت إنه الشركة نصابة، والخسائر كانت ثقيلة عليّ ماديًا ونفسيًا." 

الشهادة الثالثة: "عبدالله" من الكويت

 "الشركة تواصلت معي بعد ما تركت بياناتي على أحد الإعلانات، وبصراحة كان كلامهم مقنع، خاصة أنهم يظهرون كشركة خليجية موثوقة. أول ما حولت مبلغ أولي، بدؤوا يضغطون عليّ أضيف أكثر بحجة العروض الجديدة. وصلت لأني حطيت جزء كبير من مدخراتي. بعدها بفترة، لما حاولت أسحب أرباح، تفاجأت بعدم القدرة على الدخول للموقع. حسيت بصدمة وندم كبير." 

الشهادة الرابعة: "خالد" من قطر

 "أمانة تريد استدرجتني بادعاءات مكاسب مالية وأرباح سريعة، وكانت تبدو مثل شركة تداول حقيقية بواجهة جذابة ودعم يتحدث بلهجة خليجية. بعد ما استثمرت مبلغ أولي، أقنعوني أزيد رأس المال للحصول على أرباح أعلى، وفعلًا أضفت مبلغ إضافي. لما طلبت أسحب جزء من أرباحي، تهربوا مني، وبعدها اكتشفت أن كل شيء كان احتيال." 

الشهادة الخامسة: "فاطمة" من البحرين

"بدأت أمانة تريد بإرسال إعلانات مكثفة عن الأرباح المضمونة، وكنت فعلاً بحاجة إلى دخل إضافي. سجلت ووضعت مبلغ، وبعدها بدأت تظهر أرباح وهمية بشكل مبهر، وهذا شجعني أضيف مبلغ أكبر. لما حاولت أسحب، قيل لي إنه في مشكلة بالنظام، ومع الوقت اختفى الحساب. الحادثة كانت صدمة لي ولعائلتي."

الأدلة على نصب أمانة تريد Amana Trade 

بعد مراجعة دقيقة وفحص شامل لشركة "أمانة تريد" (Amana Trade)، تبيّن لنا أنها شركة احتيالية تتطلب الحذر الشديد في التعامل معها. 

وفيما يلي نقدم أبرز الأدلة التي تؤكد خداع الشركة وممارساتها المضللة:

 1. تناقض في تواريخ ومعلومات التأسيس :

تدعي "أمانة تريد" أنها تتمتع بخبرة طويلة في مجال الوساطة المالية، إلا أن تحقيقاتنا كشفت أن تاريخ تأسيسها يعود إلى عام 2022 فقط، مع تحديث معلومات الإنشاء في 20 سبتمبر 2023، أي قبل عام تقريبًا. هذه الفترة القصيرة لا تدعم بأي شكل ادعاء الشركة بالخبرة العميقة أو التميز في سوق التداول. 

كما أن مراجعة موقع الشركة لم تسفر عن أي معلومات واضحة حول هوية المالك أو الشركاء. يتم إخفاء هوية أصحاب الشركة تمامًا، مما يثير الشكوك حول شرعية العمليات ويزيد من الريبة لدى المستثمرين المحتملين.

 2. ادعاء الأرباح العالية والدورات التدريبية المجانية:

 تروج "أمانة تريد" لتقديم دورات تدريبية مجانية للعملاء الجدد، بهدف دمجهم سريعًا في سوق التداول، مع وعود بتحقيق أرباح ضخمة في فترة زمنية قصيرة. تدعي الشركة أنها توفر أدوات تقنية متقدمة تساعد العملاء على تحقيق مكاسب كبيرة بسرعة، مما يجذب الأفراد الذين يفتقرون للخبرة العميقة في التداول ويجعلهم ضحايا لأساليبها الاحتيالية. 

في الواقع، تستدرج الشركة الأفراد بهذه الوعود الوهمية، لكنها تتخلى عن التزاماتها المالية بعد استلام أموال العملاء، ما يضعهم في موقف صعب ويجعلهم يعانون من خسائر مالية ونفسية.  

3. عدم وجود تراخيص رقابية لشركة "أمانة تريد" :

رغم أن "أمانة تريد" تدعي أنها مرخصة من قبل جهات رقابية دولية، إلا أننا لم نجد أي ترخيص يثبت صحة هذا الادعاء. الشركة لم تقدم أي تفاصيل واضحة حول الجهات التي أصدرت التراخيص المزعومة، ولم تسجل نفسها لدى أي هيئة تنظيمية معترف بها.

 كما أجرينا اتصالات مع عدة هيئات رقابية للتحقق من صحة ادعاء الشركة بامتلاك تراخيص، وتأكدنا من هذه الجهات بعدم وجود شركة تداول مسجلة لديها باسم "Amana Trade". 

هذا الأمر يعتبر مؤشرًا خطيرًا على احتيال الشركة، ويوضح ضرورة توخي الحذر وعدم الثقة بها.

الأسئلة الشائعة حول أمانة تريد Amana Trade 

1. هل شركة "أمانة تريد" Amana Trade مرخصة من الجهات الرقابية الدولية؟ 

الإجابة: لا، على الرغم من ادعاءات "أمانة تريد" بامتلاك تراخيص رقابية دولية، إلا أنه لم يتم العثور على أي دليل يثبت وجود هذه التراخيص. الشركة لم تسجل نفسها لدى أي جهة تنظيمية معترف بها، ولم تقدم تفاصيل واضحة حول الجهات التي أصدرت التراخيص المزعومة، مما يجعلها خارج إطار الرقابة القانونية.

 2. ما هي أساليب الاحتيال التي تتبعها شركة "أمانة تريد"؟

 الإجابة: تستخدم "أمانة تريد" عدة أساليب احتيالية لاستدراج العملاء، أبرزها الترويج لأرباح سريعة وضخمة وتقديم دورات تدريبية مجانية لجذب المستثمرين الجدد. كما تقدم منصة تداول مزيفة تُظهر أرباحًا وهمية لإقناع العملاء بإيداع المزيد من الأموال، بالإضافة إلى إخفاء هوية المالكين وتقديم معلومات غير دقيقة عن تاريخ تأسيس الشركة وخبرتها. 

3. كيف يمكنني التحقق من مصداقية شركة تداول مثل "أمانة تريد"؟

 الإجابة: للتأكد من مصداقية أي شركة تداول، يجب البحث عن ترخيصها من جهة رقابية معترف بها، والتحقق من صحة التراخيص عبر مواقع الهيئات التنظيمية. كما يُنصح بالبحث عن تقييمات وتجارب العملاء الآخرين، وتجنب التعامل مع الشركات التي تعد بأرباح خيالية أو تدعي خبرة طويلة دون دليل موثق. 

4. هل هناك تجارب حقيقية لأشخاص تعرضوا للاحتيال من شركة "أمانة تريد"؟

 الإجابة: نعم، هناك العديد من الشهادات والتجارب من عملاء خليجيين أفادوا بتعرضهم للاحتيال من "أمانة تريد". بعضهم تحدث عن عدم قدرتهم على سحب أموالهم بعد طلبهم ذلك، بينما أشار آخرون إلى عروض الأرباح الوهمية التي استدرجتهم لإيداع مبالغ كبيرة، ليكتشفوا لاحقًا أنهم وقعوا في فخ الاحتيال.

 5. ما الذي يجعل "أمانة تريد" تبدو وكأنها شركة تداول حقيقية؟

 الإجابة: تعتمد "أمانة تريد" على تصميم واجهة إلكترونية مقنعة ومهنية، وتستخدم لغة تسويقية تدعي الخبرة والمصداقية، كما تُظهر أرقامًا وتقييمات مزيفة لآراء العملاء. بالإضافة إلى ذلك، تدعي امتلاك تراخيص واتباع معايير رقابية عالمية، ولكن دون تقديم أي دليل حقيقي يدعم هذه الادعاءات.

أهمية الوعي والاستفادة من تجارب الآخرين

قصة "أمانة تريد" تعكس حقيقة موجعة عن حجم الاحتيال الذي يستهدف الأفراد في الخليج العربي باسم الاستثمار السريع والربح المضمون.

 العديد من الأشخاص قد وقعوا ضحية لهذه الشركة نتيجة لعدم التحقق من مصداقية الشركة أو بسبب الطمع بتحقيق أرباح سريعة. 

تعتبر تجارب العملاء الذين فقدوا أموالهم درسًا مهمًا لكل من يرغب في الاستثمار، حيث ينبغي توخي الحذر والتحقق من الجهات التي يتم التعامل معها.

نأمل أن يسهم هذا المقال، الصادر من موقع "اسأل محامي خليجي"، في نشر الوعي وزيادة الحذر بين أفراد المجتمع الخليجي عند التعامل مع شركات التداول عبر الإنترنت، ونؤكد على ضرورة البحث والتحقق قبل اتخاذ أي خطوة في عالم الاستثمار.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.