في هذا المقال من "اسأل محامي خليجي"، نتناول تفاصيل قضية احتيال تعرض لها أحد مواطني الكويت، محمد، الذي استخدم منصات Binance وTrust Wallet لاستثمار أمواله في مشروع رقمي (Defi Farming). ولكن، بدلًا من تحقيق الأرباح المتوقعة، وجد نفسه ضحية شركة محتالة استغلت هذه المنصات لتنفيذ مخططاتها.
يهدف المقال إلى توضيح أن Binance وTrust Wallet ليستا منصات احتيالية في حد ذاتها، بل جرى استغلالهما من قبل جهات مشبوهة.
تفاصيل قضية محمد: استثمار رقمي تحول إلى احتيال
1. بداية الاستثمار الرقمي من خلال Binance وTrust Wallet:
بدأت القصة عندما قرر محمد استثمار أمواله في سبتمبر 2024 عبر شراء عملة USDT* على دفعات، حيث بلغت قيمة المبلغ المستثمر نحو 158,000 USDT.
قام محمد بتحويل هذا المبلغ إلى محفظته علىTrust Wallet ليشارك في مشروع Defi Farming، وهو نوع من الاستثمارات الرقمية المرتبطة بعقود التمويل اللامركزي.
وكانت توقعات محمد أن يحصل على أرباح كبيرة، تصل قيمة استثماراته معها إلى 1,151,000 USDT.
2. الصعوبات في سحب الأموال والرسوم الإضافية:
بعد انتهاء مدة الاستثمار المتفق عليها، حاول محمد سحب الأموال ولكن واجه عائقًا غير متوقع. لم يتمكن من الوصول إلى أمواله، وواجهته مطالبات بدفع مبلغ إضافي قدره 25,000 USDTتحت بند "ضرائب"، حيث هددته الشركة المزعومة بتجميد حسابه لمدة 365 يومًا إن لم يقم بالدفع. هذه المطالبات والتهديدات أدت إلى إدراك محمد أنه قد يكون ضحية احتيال.
كيف استُغلت Binance وTrust Wallet في هذه العملية؟
يجب أن نوضح أن منصتي Binance وTrust Wallet ليستا شركات احتيال أو غير موثوق بهما، فهما من المنصات المعروفة والآمنة التي يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم لتداول العملات الرقمية.
ومع ذلك، تمكنت شركات غير موثوقة من استغلال هذه المنصات لتحويل أموال محمد إلى مشروع استثماري احتيالي خارج نطاق سيطرة Binance وTrust Wallet.
- Binance : Binance هي منصة معروفة ومرخصة لشراء وتداول العملات الرقمية، حيث استخدمها محمد في شراء عملات USDT دون مشكلات. لكن، فور تحويل هذه العملات إلى مشروع استثماري غير موثوق عبر منصة أخرى، لم تعد Binance مسؤولة عن الأموال.
- Trust Wallet: تعد Trust Wallet محفظة آمنة لتخزين العملات الرقمية، لكن بمجرد تحويل الأموال إلى مشروع استثماري احتيالي، لا تستطيع المحفظة التحكم في كيفية استخدام تلك الأموال أو استردادها.
أساليب الاحتيال المستخدمة من قبل الشركة المجهولة
استُخدمت عدة أساليب احتيالية من قبل الشركة التي تواصلت مع محمد عبر استثمارات Defi Farming. ومن أبرز هذه الأساليب:
1. الوعود بعوائد عالية: غالبًا ما تُستخدم عروض الاستثمار الرقمي، خاصةً التي تعد بعوائد ضخمة وسريعة، لجذب المستثمرين. استثمر محمد بناءً على وعود كاذبة بتحقيق أرباح، ولكن لم يحصل على أي شيء سوى المطالبات بدفع المزيد من الأموال.
2. طلب رسوم غير مبررة: تطلب هذه الشركة دفع ضرائب إضافية بعد الاستثمار، وهي رسوم غير قانونية، يُستخدم ذريعة لإرغام الضحايا على دفع مبالغ إضافية قبل السماح لهم بالسحب.
3. تهديدات بتجميد الحسابات: تستخدم بعض الشركات الاحتيالية تهديدات بتجميد الحسابات، مما يزيد من الضغط النفسي على الضحايا لدفع الأموال حتى لا يخسروا استثماراتهم بالكامل.
الدروس المستفادة والنصائح للمستثمرين الرقميين
قضية محمد هي نموذج عن مخاطر الاستثمار في المشاريع الرقمية غير الموثوقة، وتؤكد على أهمية توخي الحذر عند التعامل مع هذه الاستثمارات. إليك بعض النصائح لتجنب الوقوع في فخاخ مماثلة:
1. التأكد من الجهات القانونية: تأكد من أن الجهة الاستثمارية حاصلة على التراخيص المطلوبة من هيئات مالية موثوقة.
2. تجنب الوعود بعوائد غير واقعية: إذا بدت العوائد المالية عالية جدًا بشكل غير معقول، فقد يكون ذلك مؤشرًا على عملية احتيالية.
3. التحقق من المعلومات المالية والضريبية: قد تطلب بعض الجهات الاحتيالية رسومًا غير مبررة، لذا يجب التأكد من جميع الرسوم القانونية قبل إتمام أي استثمار.
4. استشارة مختص قانوني: يُفضل استشارة محامٍ مختص أو خبير مالي قبل الاستثمار بمبالغ كبيرة في مشاريع غير معروفة.
الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها ضد الشركات الاحتيالية
1. تقديم بلاغ للجهات الرقابية في الكويت:يمكن لمحمد التواصل مع هيئة أسواق المال أو الجهات الرقابية الأخرى في الكويت لتقديم بلاغ ضد الشركة المحتالة. توفر هذه الجهات الدعم للضحايا وتساعد في توجيههم للإجراءات القانونية المناسبة.
2. الاستعانة بمحامٍ مختص في الجرائم الرقمية:ينصح محمد بتوكيل محامٍ متخصص في الجرائم الرقمية والاحتيال المالي، حيث يمكن للمحامي تقديم بلاغات رسمية ضد الجهات المجهولة والمطالبة بحقوق محمد واسترداد أمواله.
3. مشاركة تجربته لتحذير الآخرين: يمكن لمحمد أن يساعد في توعية المستثمرين الآخرين بمشاركة تفاصيل تجربته وتقديم نصائح حول كيفية الحذر من عمليات الاحتيال الرقمي، خاصةً في الكويت ودول الخليج التي زادت فيها الاستثمارات الرقمية.
النتيجة المرجوة من هذه الإجراءات
يأمل محمد أن يتمكن من استرداد أمواله التي بلغت 156,000 USDT، بالإضافة إلى الأرباح المتوقعة. ويطمح إلى تحقيق العدالة والمساعدة في إيقاف مثل هذه الممارسات الاحتيالية في المستقبل، وذلك من خلال توعية المستثمرين بمخاطر استغلال المنصات المعروفة مثل Binance وTrust Wallet من قبل جهات احتيالية.
تسلط قضية محمد الضوء على أهمية الحذر في الاستثمار الرقمي وتوخي الحيطة عند تحويل الأموال إلى مشاريع غير معروفة.
كما يشير المقال إلى أن منصات مثل Binance وTrust Wallet ليست مسؤولة عن الاحتيال، إذ أنها تُستخدم كأدوات للتحويل فقط، بينما تقع المسؤولية على الشركة الاحتيالية التي استغلت هذه المنصات لتحقيق مكاسب غير شرعية.