13 Nov
13Nov

في هذا المقال الصادر عن "اسأل محامي خليجي"، نستعرض قضية عبدالله علي، مواطن مقيم في الإمارات العربية المتحدة، الذي وقع ضحية عملية احتيال مالي أثناء محاولته استرجاع مبلغ دفعه لخطابة سعودية تُدعى "أم نوفل". 

نعرض تفاصيل هذه القضية وأسلوب الاحتيال المستخدم من قبل مكتب العجلان للمحاماة في لندن، ونعرض نصائح قانونية لحماية الأفراد من الوقوع ضحية لمثل هذه العمليات الاحتيالية.

تفاصيل الاحتيال: البداية والتواصل مع مكتب العجلان للمحاماة

1. التواصل الأول لطلب استرجاع الأموال

بدأت القضية عندما تواصل عبدالله مع مكتب العجلان للمحاماة في لندن بتاريخ 23 أكتوبر 2023، على أمل أن يساعده المكتب في استرجاع مبلغ 40,000 درهم إماراتي كان قد دفعه لشخصية تُدعى أم نوفل، وهي خطابة سعودية وعدته بالزواج المسيار، ليتبين لاحقًا أنها عملية احتيال. رغبة عبدالله في استعادة حقوقه جعلته يثق بمكتب العجلان بعد أن ادعوا أنهم سيساعدونه في استرداد الأموال.

2. الوعود الواهية من "المحامي" عبدالله الشريف

تواصل مع عبدالله شخصٌ ادعى أنه محامٍ يُدعى عبدالله الشريف من مكتب العجلان بلندن، ووعد بمساعدته في استرداد المبلغ كاملاً. زادت ثقة عبدالله بالمكتب بعد أن تحدثوا عن توكيلهم على الله وتعهدهم باسترجاع حقوقه بالكامل. بناءً على هذه الوعود، وافق عبدالله على المتابعة مع المكتب.

أساليب الاحتيال التي اتبعها مكتب العجلان للمحاماة

1. المطالبة بمبالغ إضافية للتأمين على الأموال

بعد الاتفاق الأولي، طلب المكتب من عبدالله دفع مبالغ إضافية كـ "رسوم تأمين" على الأموال التي يُزعم أنها قد جُمعت لصالحه ووُضعت في الأمانات. هذه المطالبات كانت تهدف إلى استنزاف مزيد من الأموال من عبدالله تحت ذريعة تأمين المبلغ.

2. الوعود بتحقيق مبالغ خيالية مستردة

أخبر مكتب العجلان عبدالله بأنهم سيتمكنون من استرجاع مبلغ يصل إلى 165,500 دولار، مما جعله يثق بقدرتهم على تحقيق ما وعدوه به. هذه الوعود الزائفة أغرت عبدالله ودفعت به للاستمرار في دفع المبالغ المطلوبة على أمل استرجاع أمواله.

3. استخدام اللغة الدينية لزيادة الثقة

من الأساليب المستخدمة أيضًا كان إدراج عبارات دينية مثل "توكيلهم على الله" و"وعدهم باسترجاع الحقوق"، مما عزز من ثقة عبدالله بالمكتب. استغلال الثقة الدينية كان جزءًا من مخطط احتيالي مُحكم لاستمالة عبدالله وإيهامه بأن المكتب يسعى فعلاً لاستعادة حقوقه.

الأضرار المالية والنفسية الناجمة عن الواقعة

1. خسارة مبلغ كبير دون استرجاع

تكبد عبدالله خسارة مالية ضخمة وصلت إلى 40,000 درهم إماراتي، دفعها إلى "أم نوفل" التي تبين أنها نصابة، إلى جانب المبالغ الإضافية التي طلبها مكتب العجلان كرسوم للتأمين، مما زاد من صعوبة استعادة حقوقه.

2. التأثير النفسي وفقدان الثقة

ترك الاحتيال أثرًا نفسيًا على عبدالله؛ فقد أدى إلى شعوره بالإحباط والندم، وفقدانه الثقة بالمكاتب القانونية بعد أن خدعه مكتب محاماة يُفترض أنه موثوق. هذا التأثير امتد ليشمل تردده في طلب المساعدة القانونية مرة أخرى، وتجنب التعامل مع مكاتب المحاماة دون تحقق دقيق.

نصائح قانونية لحماية الأفراد من عمليات الاحتيال المماثلة

تُعد تجربة عبدالله مع مكتب العجلان للمحاماة درسًا مهمًا يستفيد منه الأفراد عند التعامل مع مكاتب قانونية غير موثوقة، ومن أهم النصائح لتجنب الوقوع في مثل هذه الحالات:

  1. التحقق من الترخيص: تأكد من أن مكتب المحاماة مرخص ومعتمد من قبل الهيئات الرقابية المعترف بها في البلد الذي يعمل فيه، فالمكاتب المرخصة تتمتع بقدر من الشفافية والمصداقية في تقديم خدماتها.
  2. البحث عن التقييمات وآراء العملاء: يُنصح بالتحقق من تجارب العملاء السابقين للمكتب وتقييماتهم عبر الإنترنت، والتي توفر فكرة عن مدى موثوقية المكتب قبل التعاقد معه.
  3. تجنب المبالغ الكبيرة بدون ضمانات واضحة: إذا طُلب منك دفع مبالغ كبيرة كرسوم إضافية، تأكد من وجود توضيح مكتوب يبين الغرض من الرسوم، وتجنب الدفع إلا بعد استشارة قانونية.
  4. استشارة محامٍ محلي قبل التحويلات المالية: إذا كنت تعتزم تحويل أموال لمكتب خارج الدولة، فمن الأفضل استشارة محامٍ محلي للتأكد من سلامة التعاملات، ومن وجود إجراءات قانونية كافية لحمايتك.

الإجراءات القانونية لاسترداد الأموال من مكتب العجلان للمحاماة

1. تقديم بلاغ للجهات القانونية المختصة في الإمارات

يُوصى بأن يقوم عبدالله بتقديم بلاغ لدى الجهات القانونية المختصة في الإمارات، حيث توفر هذه الجهات الدعم للمقيمين الذين تعرضوا للاحتيال. يمكن للجهات المعنية التحقيق في الواقعة والتواصل مع السلطات في بريطانيا لمتابعة القضية ضد مكتب العجلان.

2. الاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا الاحتيال المالي

توكيل محامٍ مختص في قضايا الاحتيال المالي يمكن أن يساعد عبدالله في تقديم شكوى رسمية ضد مكتب العجلان، وفي المطالبة باسترداد أمواله. المحامي سيقوم بتقديم الأدلة المطلوبة وتوجيهه نحو الإجراءات القانونية الملائمة.

3. الاحتفاظ بجميع الوثائق والمراسلات

ينبغي على عبدالله الاحتفاظ بجميع المستندات والمراسلات التي تمت مع المكتب، مثل الإيصالات والبريد الإلكتروني، حيث تعد هذه الأدلة قوية في دعم قضيته أمام الجهات القضائية.

النتيجة المرجوة: استرداد الأموال واستعادة الحقوق

يسعى عبدالله إلى استرداد مبلغ 40,000 درهم إماراتي، بالإضافة إلى المبالغ التي دفعها كمصاريف تأمين، كما يهدف إلى الحصول على تعويض عن الأضرار النفسية التي تعرض لها نتيجة الاحتيال. يأمل أيضًا أن تساهم قضيته في زيادة الوعي حول هذه الأساليب الاحتيالية لمنع تكرارها مع آخرين.


تجربة عبدالله علي مع مكتب العجلان للمحاماة في لندن تُعد تحذيرًا للأفراد الذين يبحثون عن المساعدة القانونية في قضايا استرجاع الأموال أو حل النزاعات المالية. 

ينصح "اسأل محامي خليجي" بضرورة الحذر عند التعامل مع المكاتب القانونية، وتجنب الدفع لأي مكاتب تطلب رسومًا غير مبررة بدون تقديم ضمانات، والتأكد من تراخيصها ومصداقيتها من خلال الجهات المختصة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.