عبد الرحمن، رجل سعودي في الأربعينات من عمره، يعيش في مدينة الرياض. كان عبد الرحمن يعمل كمحاسب في شركة محلية، ويعيش حياة هادئة مع أسرته في منزل بسيط لكنه مريح في أحد أحياء الرياض. كان يسعى دائمًا لتحقيق مستقبل مالي أفضل لأبنائه، ولذلك بدأ يفكر في استثمار أمواله لتحقيق أرباح إضافية تُعينه في مستقبله.
البداية المغرية مع شركة Isteqrar Capital
في إحدى الليالي، كان عبد الرحمن يتصفح الإنترنت، لفت انتباهه إعلان مغري لشركة تدعى Isteqrar Capital، وهي منصة تداول تقدم وعودًا بأرباح ضخمة واستثمارات بدون مخاطر. قدم الإعلان وعدًا بإمكانية تحقيق أرباح تصل إلى 20,000 دولار في الشهر بمبلغ استثماري بسيط. عبد الرحمن، الذي كان يطمح لتحسين وضعه المالي، شعر بأن هذه الفرصة قد تكون هي الحل لتحقيق أحلامه.
اتصل عبد الرحمن بالشركة واستقبله موظف مبيعات بترحاب كبير. وعده الموظف بأن التداول عبر Isteqrar Capital مضمون النجاح وأن الشركة توفر له كل الدعم الفني والتحليل المالي اللازم لاتخاذ القرارات الصحيحة. لم يكن عبد الرحمن يعرف حينها أن هذا كان بداية لسلسلة من الأحداث المؤلمة التي ستقلب حياته رأسًا على عقب.
الاستثمار الأول وخطوات الخداع
بدأ عبد الرحمن باستثمار مبلغ قدره 50,000 دولار، وهي جزء كبير من مدخراته. في الأسابيع الأولى، بدأت الحسابات تظهر أرباحًا جيدة. كانت الشركة ترسل تقارير مبهجة ووعودًا بأن الأرباح ستتضاعف إذا زاد من استثماراته. عبد الرحمن شعر بأنه على الطريق الصحيح، وقرر زيادة استثماره ليصل إلى 100,000 دولار.
في كل مرة كان عبد الرحمن يسأل عن إمكانية سحب جزء من الأرباح، كانت الشركة تؤجل السحب بحجج واهية، وتطلب منه مزيدًا من الوقت لتتضاعف الأرباح. كانت الرسائل والإعلانات تصل بشكل يومي، تؤكد له أنه على وشك تحقيق النجاح الكبير، ما جعله يتردد في سحب أمواله.
الخسارة الكبرى
مرّت الشهور، وبدأت الأمور تتعقد. في يوم من الأيام، حاول عبد الرحمن سحب جزء من أمواله، ولكن الشركة رفضت طلبه. تذرعوا بأن السوق في حالة تذبذب وأن الوقت غير مناسب للسحب. بعد عدة محاولات للسحب، اكتشف عبد الرحمن أن حسابه قد تلاشى تقريبًا، ولم يتبقَّ سوى جزء بسيط من رأس المال.
في حالة من الذعر، تواصل مع الشركة، لكن كل ما تلقاه كان وعودًا زائفة ومماطلة. بدأ عبد الرحمن يدرك أنه وقع ضحية لعملية احتيال كبيرة.
النهاية المأساوية
لم يكن لدى عبد الرحمن خيارات كثيرة بعد خسارته لمدخراته. حاول البحث عن حلول لكنه وجد نفسه مضطرًا لاتخاذ قرارات صعبة. في نهاية المطاف، اضطر لبيع منزله، الذي كان الملاذ الوحيد لأسرته، لسداد الديون التي تراكمت عليه. أصبحت حياته وحياة أسرته في حالة من الفوضى المالية والنفسية.
عبد الرحمن لم يكن الشخص الوحيد الذي وقع ضحية لشركة Isteqrar Capital، لكن قصته تبقى مثالًا حيًا على الخطر الذي يمكن أن يتعرض له أي مستثمر عندما يثق بشركات التداول غير المرخصة التي تعتمد على الإعلانات المضللة والوعود الكاذبة.
خاتمة
قصة عبد الرحمن تحذرنا من المخاطر التي قد تنجم عن الاستثمار في شركات غير موثوقة. من المهم أن يقوم كل مستثمر بالتحقق من التراخيص والشهادات قبل الاستثمار، وتجنب الوقوع في فخ الوعود الكبيرة التي تبدو غير واقعية. إذا كنت تشعر بأنك ضحية للاحتيال المالي، لا تتردد في البحث عن محامي استرجاع الأموال أو اللجوء إلى الهيئات المالية المختصة لتقديم الشكاوى واستعادة حقوقك.
تُعد قصة عبد الرحمن تحذيرًا لكل مستثمر حول أهمية التدقيق والبحث قبل اتخاذ أي خطوة مالية. شركة Isteqrar Capital هي مجرد مثال واحد على العديد من الشركات التي تستغل طموحات الناس لتحقيق أرباح سريعة وتتركهم في النهاية يعانون من الخسائر المالية الفادحة.